القتل القانوني
"انا مش عارف الامراض زادت اليومين دول ليه؟يارب اشفى مرضانا."
هذه المقولات تتردد دائما على السنه الناس عند رؤيتهم لاي مريض,ولكن هل سأل أحدهم نفسه , هل هو مرض طبيعي أم وراؤه سبب ما؟هل بحثوا مره عن السبب الحقيقي وسعوا لايقافه؟
من الطبيعي وجود أمراض فى أى مكان,وفي أي دوله,ولكن ما ليس طبيعي أن تكون الامراض فى مصر مخجله للمناقشه.فمن أين أبدأ؟من تلوث الهواء؟أم من تلوث الماء؟أم من اهمال المستشفيات؟
أتكلم عن حلوان و احتباسها الحراري الناتج عن المصانع الضخمه,أم عن شبرا "المحافظه المليونيه" و أدخنه مصانعها التى ترحب بالزوار على مدخل القاهرة؟ أتكلم عن اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي ,أم عن ضياع الذمه والضمير فى اطعام الناس وضياعهم أكثر في علاجهم؟ّ!
ولكن دعونا من كل هذه الاسباب,فهي في النهايه تؤدي الى مصير واحد , وهو المستشفى ,فكثير من الناس يروا أن المستشفى نهايه أى مرض, ولكن حقيقه أنا أرى أنها بدايته...
فاذا بدأنا بالطفل منذ ولادته,فمن الطبيعي أن يأخذ الطفل بعض التطعيمات بعد ولادته لاسباب كثيره, منها رفع المناعه , ولكن السؤال هو أين يأخذ هذه التطعيمات؟
لقد دخلت ذات مره مركز تطعيمات الاطفال الحديثي الولاده,وفي هذا الوقت كان وباء "أنفلونزا الخنازير" في ذروته ,و رأيت أشياء خجلت من وجودها فى مكان مهم وحساس كهذا المكان.
فقد كان المكان مهدود ومليئ بالعمال اللذين يقومون ببعض التعديلات في المركز, وتم اختيار غرفه فى هذا المكان لتطعيم الاطفال, وعندما دخلت ذهلت من أعداد الناس التي لا حصر لها ,على الرغم من أن عدد الاطفال لا يتعدى الست أطفال ولكن للأسف وسط هذه الاوبئه والمناعات التي تكاد تكون منعدمه عند الاطفال,كانت كل أم تصطحب معها ما لا يقل عن أربعه أشخاص في هذه الغرفه الصغيره,حتى أن الرائحه كانت كريهه جدا, والاكثر اهمالا صندوق التطعيمات التي كانت تؤخذ بالفم, وهو عباره عن صندوق متسخ مقزز يحمل تطعيمات الاطفال الابرياء المغلقه بالضغط و ليس بغطاء عازل.فلك أن تتخيل ما سيأخذه هذا الطفل المسكين مع التطعيم!!
و الاكثر من هذا الممرضات اللواتي يشرفن على هذا التطعيم.فلقد رأيت ممرضه من الممرضات كانت تأكل وفى وسط هذه الوجبه الشهيه قررت القضاء على طفل من الاكفال باعطاؤه ماده داخل كبسوله معينه بيدها النظيفتين, لدرجه اننى كنت أنوي منعها و ابعاد هذا الطفل عنها,و لكن للاسف كانت أسرع مني.
ننتقل بعد ذلك الى المستشفيات التي تمتلئ بجميع الاعمار,من الصغير الى الكبير, ومن الطفل الى الشيخ,و لكن هذه المره سأضع الضوء على عاملات النظافه وليس الممرضات,اللذين يقتلون مرضاهم دون شعور,وتعتبر المستشفى المريض متوفى وليس مقتول.
فعاملات النظافه هم الاساس في علاج المريض, وذلك بنظافتهم ,و ضميرهم,و اخلاصهم وتقديرهم للمسؤولية التى على أكتافهم, ولكنى حقا لا أدري أين ضاع ضمير هؤلاء الممرضات.
ففي مستشفى ما,تم دخول طفل لم يكمل السبعه أشهر بدور نزله معويه,و كانت الغرفه التي أحتجز فيها ملطخه بدماء المريض السابق بما فيها الملايات,لذلك استدعت أم الطفل العامله خوفا على طفلها , وقد قامت العامله بالاتي:بدأت بنزع الملايات والبطاطين ووضعها أرضا,وبعد أن انتهت من تغيير الملايات,بدأت باعاده ترتيب البطاطين التي كانت ملقاه أرضا,ووضعها مره أخرى على السرائر,استعدادا للمريض القادم, أو بمعنى أصح القتيل القادم,و بعد ذلك قررت تنظيف الارض من الدماء , و عندما رفضت الام وضع البطانيه على سرير طفلها ,تضجرت العامله ونظرت اليها نظره احتقار,وخرجت من الغرفه.
السؤال الان الذي يطرح نفسه,هو ماذا حدث لابناء مصر؟ أين ذهب الدين والاخلاق و الضمير والحب الذي تميز به أبناء هذا الشعب؟ لماذا الاهمال؟فهل المريض ينقصه مرض فوق مرضه؟!!
انه امر مخجل,ولابد له من حلول فوريه,فمئات,بل الآف من الموطنين يقتلون كل يوم بسبب الاهمال,سواء أكان هذا الاهمال من الطبيب,أو الممرضه,أو من عامله النظافه, لذلك لابد من وجود لجان مكثفه و غير معروفه لاداره المستشفيات, تقوم بتفقد أحوال رعيتها اللذين يدخلون المستشفى املين من الله عز وجل الخروج منها على خير,وليس الخروج منها ومن الدنيا الى الابد.
لابد من السماع لشكاوي المواطن فهو بالتأكيد من أحرق بنار الاهمال ونار فقدان مريضه. لا أدري الى اين ستصل مصر,ولكن في رأيي اذا هانت حياه الانسان و المواطن المصري بهذه السهوله, هان كل شيئ بعدها....
اقرأ المزيد
هذه المقولات تتردد دائما على السنه الناس عند رؤيتهم لاي مريض,ولكن هل سأل أحدهم نفسه , هل هو مرض طبيعي أم وراؤه سبب ما؟هل بحثوا مره عن السبب الحقيقي وسعوا لايقافه؟
من الطبيعي وجود أمراض فى أى مكان,وفي أي دوله,ولكن ما ليس طبيعي أن تكون الامراض فى مصر مخجله للمناقشه.فمن أين أبدأ؟من تلوث الهواء؟أم من تلوث الماء؟أم من اهمال المستشفيات؟
أتكلم عن حلوان و احتباسها الحراري الناتج عن المصانع الضخمه,أم عن شبرا "المحافظه المليونيه" و أدخنه مصانعها التى ترحب بالزوار على مدخل القاهرة؟ أتكلم عن اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي ,أم عن ضياع الذمه والضمير فى اطعام الناس وضياعهم أكثر في علاجهم؟ّ!
ولكن دعونا من كل هذه الاسباب,فهي في النهايه تؤدي الى مصير واحد , وهو المستشفى ,فكثير من الناس يروا أن المستشفى نهايه أى مرض, ولكن حقيقه أنا أرى أنها بدايته...
فاذا بدأنا بالطفل منذ ولادته,فمن الطبيعي أن يأخذ الطفل بعض التطعيمات بعد ولادته لاسباب كثيره, منها رفع المناعه , ولكن السؤال هو أين يأخذ هذه التطعيمات؟
لقد دخلت ذات مره مركز تطعيمات الاطفال الحديثي الولاده,وفي هذا الوقت كان وباء "أنفلونزا الخنازير" في ذروته ,و رأيت أشياء خجلت من وجودها فى مكان مهم وحساس كهذا المكان.
فقد كان المكان مهدود ومليئ بالعمال اللذين يقومون ببعض التعديلات في المركز, وتم اختيار غرفه فى هذا المكان لتطعيم الاطفال, وعندما دخلت ذهلت من أعداد الناس التي لا حصر لها ,على الرغم من أن عدد الاطفال لا يتعدى الست أطفال ولكن للأسف وسط هذه الاوبئه والمناعات التي تكاد تكون منعدمه عند الاطفال,كانت كل أم تصطحب معها ما لا يقل عن أربعه أشخاص في هذه الغرفه الصغيره,حتى أن الرائحه كانت كريهه جدا, والاكثر اهمالا صندوق التطعيمات التي كانت تؤخذ بالفم, وهو عباره عن صندوق متسخ مقزز يحمل تطعيمات الاطفال الابرياء المغلقه بالضغط و ليس بغطاء عازل.فلك أن تتخيل ما سيأخذه هذا الطفل المسكين مع التطعيم!!
و الاكثر من هذا الممرضات اللواتي يشرفن على هذا التطعيم.فلقد رأيت ممرضه من الممرضات كانت تأكل وفى وسط هذه الوجبه الشهيه قررت القضاء على طفل من الاكفال باعطاؤه ماده داخل كبسوله معينه بيدها النظيفتين, لدرجه اننى كنت أنوي منعها و ابعاد هذا الطفل عنها,و لكن للاسف كانت أسرع مني.
ننتقل بعد ذلك الى المستشفيات التي تمتلئ بجميع الاعمار,من الصغير الى الكبير, ومن الطفل الى الشيخ,و لكن هذه المره سأضع الضوء على عاملات النظافه وليس الممرضات,اللذين يقتلون مرضاهم دون شعور,وتعتبر المستشفى المريض متوفى وليس مقتول.
فعاملات النظافه هم الاساس في علاج المريض, وذلك بنظافتهم ,و ضميرهم,و اخلاصهم وتقديرهم للمسؤولية التى على أكتافهم, ولكنى حقا لا أدري أين ضاع ضمير هؤلاء الممرضات.
ففي مستشفى ما,تم دخول طفل لم يكمل السبعه أشهر بدور نزله معويه,و كانت الغرفه التي أحتجز فيها ملطخه بدماء المريض السابق بما فيها الملايات,لذلك استدعت أم الطفل العامله خوفا على طفلها , وقد قامت العامله بالاتي:بدأت بنزع الملايات والبطاطين ووضعها أرضا,وبعد أن انتهت من تغيير الملايات,بدأت باعاده ترتيب البطاطين التي كانت ملقاه أرضا,ووضعها مره أخرى على السرائر,استعدادا للمريض القادم, أو بمعنى أصح القتيل القادم,و بعد ذلك قررت تنظيف الارض من الدماء , و عندما رفضت الام وضع البطانيه على سرير طفلها ,تضجرت العامله ونظرت اليها نظره احتقار,وخرجت من الغرفه.
السؤال الان الذي يطرح نفسه,هو ماذا حدث لابناء مصر؟ أين ذهب الدين والاخلاق و الضمير والحب الذي تميز به أبناء هذا الشعب؟ لماذا الاهمال؟فهل المريض ينقصه مرض فوق مرضه؟!!
انه امر مخجل,ولابد له من حلول فوريه,فمئات,بل الآف من الموطنين يقتلون كل يوم بسبب الاهمال,سواء أكان هذا الاهمال من الطبيب,أو الممرضه,أو من عامله النظافه, لذلك لابد من وجود لجان مكثفه و غير معروفه لاداره المستشفيات, تقوم بتفقد أحوال رعيتها اللذين يدخلون المستشفى املين من الله عز وجل الخروج منها على خير,وليس الخروج منها ومن الدنيا الى الابد.
لابد من السماع لشكاوي المواطن فهو بالتأكيد من أحرق بنار الاهمال ونار فقدان مريضه. لا أدري الى اين ستصل مصر,ولكن في رأيي اذا هانت حياه الانسان و المواطن المصري بهذه السهوله, هان كل شيئ بعدها....