gravatar

كلمة لمسؤول

* كلمة لمسؤول

لا أدرى من أين ابدأ من شدة ذهولى,ولكن يقال ان الظلم يولد الانتقام ,فهل هذا صحيح؟
انا اعترف اليوم بصحة هذة المقولة,لشعورى بها ورؤيتها بعينى,وينبغى القول ان الظلم انواع ,ولكن يكفينى اليوم عرض نوع ومكان واحد لوجودة,صحيح لن استطيع الالمام بكل مشاكلة,ولكن سأحاول عرض اهمها.
انها المدن الجامعية ,المدن التى يفترض انها ترعى الجيل القادم ليؤدى واجبة نحو نفسة واهلة و وطنة على اكمل وجه.ولكن للاسف ما يحدث الان هو العكس,لقد اصبحت تربى اجيال لا تريد غير الانتقام من اصحاب السلطة والمناصب.

لقد قضيت فترة فى احدى المدن الجامعية,فى محافظة من محافظات مصر, ونظرت اليها عن بعد ومن قرب وكانت صدمتى بلا حدود..
فى بداية دخول الطلاب والطالبات,يتم دفع تأمين يتعدى الاربعمائة جنيه, وعلى اساس استرداده فى نهاية العام الدراسى,عند احترم المكان و قوانينه,وعند الاخلاء بأي قانون من هذة القوانين, يتم خصم الاتلافات أو التقصير من هذا المبلغ,مع العلم ان من المنطقي الا يكون جميع الطلاب مقصرين ,ولكن المفاجآة ان فى نهاية العام الدراسى لم يسترد اى طالب اى مبلغ من فلوس التأمين!!
ننتقل بعد ذلك الى الطعام الذى هو بمثابة حياة اى انسان. حقيقة ,كانت اسوأ الاوقات هى التى يقضيها الطلاب فى الاستعداد لتناول الطعام, لما فيه من تقصير فى النظافة. فقد كانوا يضعون الطعام فى اوانى غير مغسولة جيدا, وكانوا يرفضون وضع الطعام فى اطباق الطلاب الخاصة, بالضافة الى ما كانوا يجدونه فى الطعام من الحشرات ,زلط وبلاستر جروح.

للاسف لم تقتصر العيوب على سوء الطعام فقط,بل تعدت و اصبحت سوء رعاية طبية.فأنا اتذكر ذات مرة أن طالبة من الطالبات مرضت مرض ما,ولم تجد الطبيبة لانها بكل بساطة تأتي ساعتين في اليوم فقط,وعندما احتاجاتها الطالبات ليلا لم يجدوها,وتم أخذ المريضة الى أقرب صيدليه لتأخذ مسكن حتى يأتى الصباح.وفى مرة اخرى اصيبت طالبه بمغص كلوي,وتركوها ساعة من الوقت لعدم وجود سيارات الاسعاف التى تبعد بضع مترات عن مدينه الطالبات(فى جراج مدينه الطلاب),وعندما ارادت المشرفة اخذ تاكسى الى اقرب مستشفى ,رفضت الادارة حتى ياتى مشرف من مدينه الطلاب ليتواجد معها.هذا يعني ان من يصاب فى المدينة الجامعية ,ينتظر الموت أهون.

و أخيرا نأتى الى المشرفات من اقدمهم الى اجددهم,ومن اكبرهم الى اضغرهم.
حقيقه لقد رأيت مسئولين كثيرين فى هذا المكان ولا يقدروا المسؤولية التي وضعها اللة على اكتافهم, وبالتالى ترى نتيجه ذلك على الطلاب,فهم ايضا لا يطيعوا أولياء أمرهم فى هذا المكان احتجاجا على سوء المعامله فى بعض الاحيان,بل وأحيانا يتحول الاحتجاج الى انتقام اذا تطورت المشكلة , وبالتالى لن يستطيعوا تطبيق قوله تعالى "و أطيعوا الله ورسوله واولي الامر منكم" .
طبعا انا لا اقصد الجميع, فبالتاكيد هناك العديد من المشرفات اللواتي يراعين الله فى رعيتهم, وبالتالى يكسبون حب الطالبات, و لكن الطثرة تغلب الشجاعه, فهؤلاء المشرفات لم يستمروا كثيرا. ولم يقتصر ذلك على المشرفات فقط,بل وعلى الطالبات أيضا, فقد كانت المشرفه تتدخل فى ادق تفاصيل الطالبه, حتى ولو لم يسمح لها قانون المدينه الجامعيه, ولكن هذه ليست المشكله مقارنة بطريقهه تدخلهم في حل هذا الامر.
وفي النهايه أرى أن هذا المكان لا ينقصه سوى التدين و مراعاه الله فى معامله الناس, سواء أكانت هذه المراعاه من المسؤولين , أم من المشرفين ,أم من الطلاب. و هذا لن يحدث الا اذا غير الناس من أنفسهم, فيقول الله تعالى: "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسم ".