من الأفضل أن تكوني كمثرى
كوني ثمرة كمثرى ولا تكوني تفاحة .. هذه ببساطة هي النصيحة الطبية لكل سيدة تعاني من تراكم الدهون في جسدها. وهذه المقولة تبشر السيدة التي تعاني من تراكم الدهون في النصف الأسفل من جسمها بالصحة والحيوية، رغم أنها قد تلعن هذا التراكم وتسبه، وهي لا تدري أنه نعمة فائقة وعلامة جسدية يتمناها كل من يعرف تفاصيلها المدهشة.
وإذا كانت السيدة التي تعاني من سمنة الجزء الأسفل من الجسم تفكر في حلول لما تعتقد أنه مشكلة لدرجة إقدامها على إجراء عملية لشفط الدهون من هذه المنطقة، فعليها أن تعيد النظر في هذه الفكرة ليس لأن جراء الجراحة له مخاطره الواضحة، بل لأن وجود هذه الدهون في هذه المنطقة بالذات يحمي من أمراض خطيرة، حتى أن الأطباء يتمنون وجودها عند الجميع.
وأكدت الدراسات التي أجرتها الدكتورة آن نيومان الباحثة في جامعة بتسبرج الأمريكية وتم نشرها في مجلة كلينيكال اندوكراينولوجي اند ميتابوليزم (Journal of clinical endocrinology and metabolism) في أغسطس 2005، أن دهون الفخذين هي دهون جيدة ولها تأثير إيجابي للغاية على الصحة العامة. ووجدت الدراسة أن السيدات المتقدمات في العمر واللاتي يمتلكن كميات كبيرة من الدهون في أفخاذهن يعانين بنسب أقل من أمراض التمثيل الغذائي مثل ارتفاع مستوى السكر في الدم، وارتفاع معدل الكوليسترول، وضغط الدم المرتفع، وهي أمراض تزيد من مخاطر الإصابة بالسكري ومرض القلب. وتتراكم الدهون السيئة بصفة عامة في منطقة البطن ملتفة حول الأعضاء الداخلية للجسم مثل القلب والكبد. وأثبتت الدراسة أن السيدات اللاتي عبرن مرحلة انقطاع الدورة الشهرية واللاتي يتميزن بدهون متراكمة في النصف الأسفل من الجسم يظهرن انخفاضا في معدل الدهون الثلاثية في الجسم، وفي معدل السكر في الدم، وفي معدل ضغط الدم، بينما تفتقد السيدات اللاتي تتراكم الدهون في مناطق البطن عندهن هذه المزايا الصحية العظيمة.
ولا يعرف الأطباء بالضبط كيف تمنع الدهون المتراكمة في نصف الجسم الأسفل الأمراض، ولكنهم يعتقدون أنها قد تقوم بجذب الدهون الثلاثية وغيرها من الدهون الضارة من مجرى الدم، أو قد تجذب الدهون من منطقة البطن ومن حول الأعضاء، وهي الدهون التي قد تكون قاتلة إذا تراكمت في تلك المناطق.
ومن المؤسف أنه لا يوجد وسيلة لتشجيع تخزين الدهون فقط في المنطقة السفلى من الجسم، لذا يكون المهم مراعاة عدم الإفراط في زيادة الوزن، ذلك أن الدهون تميل إلى التراكم في كل مكان في حالة حدوث الزيادة في الوزن ، لكن الثابت أنه من الأفضل والأسلم أن تكون الدهون في منطقة الأفخاذ وفي نصف الجسم الأسفل عموما، وليس في منطقة البطن .. وفي قول آخر : من الأفضل والأسلم والأكثر صحة أن تكوني مثل ثمرة الكمثرى وليس مثل ثمرة التفاح! فإذا كنت من أولئك الذين تتراكم الدهون في نصفهم الأسفل فلا تحزن أو تفكر في إجراء عملية لشفط الدهون من هذه المنطقة .. فوجودها حماية لصحتك.
وتخزين الدهون بصورة مبدئية في منطقة البطن يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكري. إذ عندما يتناول الإنسان من السعرات ما هو أكثر من احتياجات جسده، يحول الكبد السعرات الزائدة إلى دهون. ومن المعروف الخلايا الدهنية في منطقة البطن تختلف عن تلك الموجودة في منطقة الحوض، ذلك أن الدم الذي يتدفق من منطقة الدهون في البطن يذهب مباشرة إلى الكبد، بينما يذهب الدم الذي يأتي من منطقة الحوض إلى الدورة الدموية العامة. ويفشل كبد أولئك الذين يعانون من تراكم دهون البطن في التخلص من انسولين الدم بينما ينجح في ذلك أكباد الذين تتراكم دهونهم في منطقة الحوض، تاركة الأكباد بكميات قليلة من الدهون.
وكما اتضح قبلا يشبه الناس الذين تتراكم الدهون في بطونهم بالتفاحة، بينما يتم تشبيه الذين تتراكم دهونهم في مناطق الحوض لديهم بالكمثرى. والأشخاص التفاح لديهم نسبة أعلى من انسولين الدم وتزيد لديهم نسبة الاصابة بمرض السكري للبالغين، كما ترتفع لديهم نسب الكوليسترول منخفض الكثاقة، وهو الكوليسترول السيء الذي يتسبب في الأزمات القلبية، وتقل نسب الكوليسترول مرتفع الكثافة الذي يقي من هذه الأزمات.
وعلى النساء اللاتي يشتكين ويضقن بتراكم الدهون في النصف الأسفل من الجسم أن يشكرن الله على هذه النعمة، وأن يحاولن أن يقللن من تراكم الدهون في الجسم وزيادة وزنه عموما بتناول كميات مناسبة من الطعام الصحي الطازج، وأن يعرفن أن توزيع الدهون في هذه المناطق بالذات هو طريق النجاة من أمراض كثيرة.
منقول من موقع الدكتور عماد صبحي