ليلة زواجي الأولى .. آمال ومخاوف وتساؤلات ..!!!
*
أعود هنا إلى قضية الليلة الأولى في الحياة الزوجية وما يمكن عمله في مجال التهيئة النفسية للزوجين ..
لعلّ أبرز وأنجح وأصدق نصيحة يمكن إسداؤها إلى الزوجين في الليلة الأولى من وجهة نظري المتواضعة يمكن اختزالها في كلمات معدودة وبسيطة ولكنها تحمل في طياتها المعاني العظيمة والحياة الناجحة بإذن الله ، هذه الكلمات هي:
" العفوية وعدم التكلف"
وأقصد بالعفوية وعدم التكلف من قبل الزوجين هو انتحال شخصيات غير شخصياتهم وتكلف سلوكيات وتصرفات هي أبعد ما يكون عن حقيقة صفاتهم وأصل أخلاقياتهم وإنما هو دور وظيفي يظنون خطأً أنه يجب القيام به كأحد مهام الليلة الأولى من الزواج..
الأمر السيئ في هذا التكلف وغياب العفوية أنه سرعان ما ينكشف حالما تنطفئ حرارة أيام الزواج الأولى ليكتشف كل منهما أنه كان يتعامل مع شخصين وحالتين في جسم واحد أحدهما مستعار جميل والآخر باق سيئ أو على الأقل هو مختلف عن الحالة الأولى.
أيها الأخ الكريم..
دع الأمور في ليلة الزواج تسير بطبيعية تامة لا تتكلف أمراً أنت في غنى عنه ، كن مطمئناً لا تتوقع النتائج قبل حدوث أسبابها .. عش ليلتك كما هي وكما تريد أنت لا كما يجب أن تكون في أعين الناس المحيطين بك ولذلك يجب ملاحظة الأمور التالية:
* أن الزوجة وشريكة الحياة هي في حال نفسية مثلها مثلك أو أشد فلا تنتظر منها ما يمكن أن تعجز أنت عنه .
* توقع حدوث الخطأ في شيء من التصرفات أو السلوكيات سواء منك أو منها ولا تفسره بغير حجمه الطبيعي ، بل لتكن رهبة هذه الليلة مخرجاً تجد فيه عذراً لصاحبك .
* استفد ولا تطبق كل النصائح من مختلف الشرائح في المجتمع من أهل أو زملاء أو أصدقاء وتذكر أن لكل فرد ولكل زوجة خصائص يختلف فيها عن الغير فما يكون قد مرّ بالآخرين من مختلف التجارب ليس ضرورياً أن تمر به أنت وزوجتك.
* احذر أشد الحذر من التجني والتعسف في معاملة الزوجة في الساعات الأولى ، وكن رقيقاً بقدر المستطاع فالرقة واللطافة مطلوبة هنا .
* ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم .. فالله الله في الرفق في كلامك وملمسك ومعاشرتك لأهلك في هذه الليلة وفي كل أوقاتك .
* تذكر أن الاتصال الجنسي الأول سيكون من أجمل اللحظات للإنسان إذا تم بعد التهيئة النفسية والراحة القلبية وانتشار المودة والابتسامة بين الزوجين والكلمة العذبة بينكما والشعور بأن الوقت مناسب لهذه العملية .. ربما في اليوم التالي أو قد يتأخر قليلاً فلا بأس بذلك إذا كان هنالك ضرورة على أن لا تطول هذه المدة .
* تذكر أن ذكرى ذلك الاتصال الجنسي الأول سيكون من أقبح وأشنع اللحظات العمرية وربما سيكون سبباً في فشل الزواج إذا ما تم تحت القهر والإكراه والدخول بمزاج إثبات الرجولة أو الفحولة وعدم تفهم الطرف الآخر والتصرف بكامل الأنانية والبعد عن مشاعر وأحاسيس الآخر.
* الزوجة تنتظر منك الكثير فلا تحرمها هذه المشاعر ، فهي ربما يمنعها حياؤها من المبادرة في الكلام أو النظرات أو الابتسامة أو المزاح الرقيق أو حتى الضم والمعانقة اللطيفة والبعيدة كل البعد عن الخشونة والعنف ، أعط نفسك وزوجك حقكما من هذه الأمور وحاول التقدير في الزمن والوقت المناسب لفعل هذه الأشياء وتذكر أنه لا يلزم أن تكون هذه الأشياء جميعها في الليلة الأولى.
* إياك والمعاشرة أو الاتصال الجنسي المباشر .. تحل بالصبر وأعط كل عضو من العين واللسان والأنف والأذن وسائر الأعضاء حقها في الاستمتاع ..
* أكثر من الملاعبة والمداعبة حتى تظن أو يغلب على ظنك أن الوقت قد حان في الاستمرار، وإن وجدت ممانعة فلا تسرف في الطلب إلا أن تكون هذه الممانعة ممانعة المتقبّل مع شيء من العزم.
* اختم هذه الاستشارة بالقول أن البعد من الآخرين والخلوة لعدة أيام بالزوج في مكان ومنطقة بعيدة ربما يكون له أثر بالغ في تفهم كل منكما للآخر.
وفقك الله وجميع أزواج المسلمين للحياة السعيدة ورزقكم الذرية الصالحة.